midou
عدد المساهمات : 125 تاريخ التسجيل : 23/03/2011
| موضوع: معركة عين زوارة1846 الثلاثاء يونيو 07, 2011 10:24 pm | |
| ا معركة عين زوارة انشغلت قوات الاحتلال في سنة 1846، بإخماد نار المقاومة التي أشعلها الأمير عبد القادر، في وسط وغرب وجنوب الجزائر بعد عودته من المغرب. وسعت بكل جهد لعرقلة تحقيق دعوته للقبائل التي زارها في تلك المقاطعات ومطالبتها بـ: "هجرة الأرض التي دنسها وجود الكفار، وتقوية صفوف الأمة الجديدة التي أنشأها في المغرب الأقصى". وانشغلت في مقاطعات الشرق الجزائري، بمواجهة جيوب المقاومة في جبال شمال سطيف، وفي منطقة الحدود الشرقية، ومنها منطقة تبسة التي وقعت فيها معركة عين زوارة على ضفاف وادي الركل. ففي يوم 29 ماي 1846، زحف الجنرال "راندون" على تبسة بقوات جرارة، جاب بها الشريط الحدودي المضطرب، وحارب بها القبائل الثائرة هناك،وأرهب بها القبائل الجزائرية غير الخاضعة. وفي الفاتح من جوان، قرر أن يخلي عددا من الجرحى إلى مركز قالمة العسكري، فجهز قافلة وضمهم إليها، ثم كلف قايد أولاد سيدي يحيى باصطحابها وحراستها إلى أن تخرج من إقليمه، فيتسلمها قايد الإقليم الموالي، وهكذا إلى أن تبلغ وجهتها. لكن، حسب الملازم "كاستيل": خدعته تأكيدات قايد أولاد سيدي يحيى بن طالب، حول رغبة هذه القبيلة في الخضوع. فاعتقد أن بإمكانه إرسال قافلة صغيرة من الجرحى إلى عنابة، عبر جبال الدير، تحت حماية خمسة فرسان من الكتيبة الثالثة صبايحية، بقيادة الملازم أمراوي. ضم إلى تلك القافلة بعض المرضى، وبعض الجنود العائدين إلى فرنسا –بعد أن أتموا مدة الخدمة العسكرية- بلغ عددهم في المجموع 100 نفر". وقعت المعركة في الفاتح جوان، في منطقة وادي الركل، الواقعة في شمال جبل الدير، بالمنطقة المعروفة باسم: عين زوارة. حيث نصبت فرقة الورفلة كمينا في ذلك المكان، وهاجمت القافلة لما بلغته، وقضت على جميع أفرادها. ونرجح أن تكون المكيدة قد تمت بتدبير من قايد أولاد سيدي يحيى بن طالب، سي محمد الطاهر بن بلقاسم. اختلفت الروايات الفرنسية القليلة التي تحدثت عن تلك الواقعة، وأمكننا قراءتها، في تحديد عدد أفراد القافلة، وعدد مهاجميها من الجزائريين. فقد ذكر أحد الضباط الفرنساويين، أن الآلاف من الفرسان والمشاة من فرقة الورفله من قبيلة أولاد سيدي يحيى، شنوا في ذلك اليوم هجوما مباغتا بقيادة شيخ مرابط، على تلك القافلة. فأبادوا جميع أفرادها، ولم ينج منهم سوى جندي صبايحي واحد، تمكن بأعجوبة من الإفلات من قبضة المجاهدين، وبلوغ مركز قيادته بتبسة في اليوم الموالي. وذكر قائد المستشفى العسكري بسوق أهراس: الطبيب "روكيت (Rouquette)"، أن: "في الفاتح جوان، تعرضت قافلة بها 20 مريضا، كانت متجهة إلى قالمة تحت حراسة قايد أولاد سيدي يحيى، لهجوم من قبل بضعة مئات من الفرسان، فذبح جنودنا المساكين". وجاء في رواية "راندون" أن: "جنديا صبايحيا واحدا نجا من المجزرة ومن الملاحقة الضارية. حيث رمى خلفه برنسه، وعمامته، وسرواله، واختفى في الأحراش رغم كثرة جروحه؛ وفي الصباح الباكر ارتمى رجل عريان في أحضان حرس اللفيف الأجنبي. كان ملطخا بالدماء، ويتلفظ بكلمات مبهمة،... اقتيد إلى خيمة الجنرال، وتم التعرف إليه بأنه أحد صبايحية القافلة التي توجهت بالأمس نحو عنابة". ويقول "كاستيل" عن الكيفية التي هاجم بها الجزائريون تلك القافلة العسكرية: "كانت القافلة قد هوجمت على حين غرة، لحظات بعد بلوغها مرتفعات واد الركل بإقليم الدائرة، وأبيدت على يد أناس من فرقة الورفلة، من قبيلة أولاد سيدي يحيى بن طالب. فالشيخ علي بن بوحيطة وحده قتل طبيبا، ونقيبا، وضابط صبايحية من الأهالي، بالإضافة إلى أربعة جنود فرنسيين، قاوم الملازم أمراوي المهاجمين مقاومة ميؤوسة، وتمكن بمساعدة رجال معافين، في حوالي ثلاثة مواقع، من صد كل الهجمات. لكنه سقط في يد العرب بعد أن قتل جواده، وبقي معه سوى صبايحي واحد". ونرجح أن يكون قايد أولاد سيدي يحيى، سي محمد الطاهر بن بلقاسم، قد اتفق مع فرقة الورفلة على أن تهاجم هي القافلة، وتنتقم من عدوهم المشترك ومما فعله بهم عندما هاجمهم في الدير. بينما يتظاهر هو بالبراءة أمام السلطة العسكرية فقد: "أسرع قايد أولاد سيدي يحيى بن طالب إلى الارتماء أمام الجنرال، وبصوت باك ظل يردد أن قومه غدروا به، وأنه يرفض أن يكون شريكا في مثل هذا العدوان، ومستعدا أن تضرب عنقه، ويفتدي بدمه".
| |
|
louti
عدد المساهمات : 212 تاريخ التسجيل : 01/07/2011
| موضوع: رد: معركة عين زوارة1846 الأربعاء يوليو 20, 2011 2:43 pm | |
| شكرا على المعلومة القيمة أخي دمت ودام تألقك | |
|